إذا استطاع الشيطان أن يخدعنا ويجعل قضيّة الحسين(ع) مجرّد طقوس وفلكلور وحسب، بعيدة عن معادلات الحياة وفي معزل عن حضارتنا وأخلاقنا وسياستنا واجتماعنا، فعند ذلك لعلّ أحدنا يستقبل اائر بكل رحابة ويقدّم له كلّ خدمة، ولكن ما إن ينتهي هذا الموسم قد يأتينا نفس هذا اائر ويراجعنا في دائرة لاستيفاء حق من حقوقه، وإذا بنا لم نعد نهوى الضيافة ولا نتنافس على الخدمة، ولا كأن هذا المُراجِع محبّ من محبيّ  الحسين(ع)!
ولعلّ هذا اائر نفسَه يصطدم بسيّارتنا باصطدام خفيف يترك عليها خدشاً بسيطا، وإذا بنا نقيم الدنيا عليه ولا نقعدها، ثمّ نخاطبه بلغة التهديد كما يخاطب العدوُّ عدوَّه، ونطالبه بأضعاف ما ترك هذا الخدش البسيط من ضرر.
ولعلّنا نستقبل اائر الإيراني في موسم الأربعين بكلّ رحابة، ونقيم الشعائر الحسينيّة رغما على آل سعود وبقايا حزب البعث. ولكن ما إن ينتهي موسم الأربعين، نرفع لافتات ونهتف بهتافات لا تخدم الأربعين وقضيّة الحسين(ع) قطعا، بل ويطرب لها آل سعود وتصفّق لها إسرائيل. 

هذا حال من لم يتخذ الحسين(ع) منهجا للحياة، وضيّق مداه في طقوس وشعائر لا تتعدّى نفسَها. إن ما شاهدناه من قلّة قليلة من بعض الشيعة ومحبّي الحسين(ع) من تصرّفات مقزّزة وهتافات باطلة، هي ناجمة عن الفصل بين قضية الحسين(ع) وبين الحياة.


مشخصات

تبلیغات

محل تبلیغات شما
محل تبلیغات شما محل تبلیغات شما

آخرین وبلاگ ها

برترین جستجو ها

آخرین جستجو ها

web-iran56 0game طراحی سایت معرفی پرژکتور بنکیو گروه تحلیل و بررسی محتوای اداره کل آموزش و پرورش استان مرکزی شرکت خدمات کشاورزی رویان گستر Kantrel کار و فناوری تبديل گفتار به نوشتار